الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أُرسل في سن مبكرة إلى البادية لمرضعته حليمة، لكي يترعرع في بيئة صحية وهادئة فتكون عنده ذاكرة وسرعة بديهة قويتان وجسم سليم، تهييئا له لحمل الرسالة.
كان هذا دأب العرب قديماً، يرسلون أبناءهم إلى البادية ليتعلموا مكارم الأخلاق، ولينشؤوا في بيئة نقية تنمي عقولهم وحواسهم بطريقة صحية.
ميزة البادية أنها مكان بعيد جداً عن فوضى العباد، وبعيد عن تشويش الحياة وزخمها، وعن التلوث والمشكلات البيئية. نسيمها الطبيعي غير الممزوج بالملوثات الصناعية، وأجواؤها الهادئة غير الممزوج بالكلام الكثير والقيل والقال، وترابها الصافي كلها صفات تجعل منها بيئة استثنائية طبيعية مريحة للإنسان.
أما نحن فقد وُلدنا والحمد لله بين الجدران، وعشنا بينها ومابين الجدار والجدار بنينا جداراً أيضاً، فلا تستطيع أن تمد بصرك عادةً أكثر من بضعة أمتار، حتى ضعف بصرنا وبصيرتنا أيضاً، أما البادية فلا جدران فيها، مد بصرك بقدر ماتشاء هناك! لاحاجز بينك وبين الأفق، ولا فوضى تعكر صفوك.
البادية عالم حر يعلمك الحرية المحسوسة الحقيقية.
جلسة واحدة هناك من شأنها أن تعيد لموظف مشوش تركيزه، ولطالب شارد الذهن ذهنه،
لذلك فأنا أقول بقناعة تامة:
اعطني عقلاً من البادية، وكتاب بايولوجي، وسترى أي عالِمة سأكون!
أما كتاب البايولوجي فهو عندي في الدرج الأول من مكتبي، لكن من أين يمكنني أن أحصل على بادية؟
*كُتِبت يوم امتحان بايولوجي!