كما نُبذ غاليليو Galileo Galilei بسبب استخدامه لعقله منذ قرابة 400 عاماً، مازال يُنبذ الأذكياء في عالمنا.. لكن بطريقة مختلفة.. طريقة علمية متحضرة ومدروسة. تطالبنا وزارات التعليم (مدارسنا وجامعتنا) بالغباء المستفحل، باختصار تقول الأسطورة “إن لم تكن غبياً فسترسب في دراستك لا محالة”. طبعا أنا غبية والحمد لله! لو كنت أذكى بقليل لما كان عندي مكان في الجامعة. لكنني والحمد لله نجوت بأعجوبة من الذكاء.
القصة أيها السيدات والسادة، هي أن ما يدرس في المحاضرات، ومايقوله الدكاترة ليس له علاقة بالأسئلة التي تطرح في اللإختبار. لذلك في أيام الاختبارات، ليس على الطالب أن يكون ذكياً وليس عليه أن يحاول فهم الدروس؛ لأن ذلك سيأخذ وقتاً طويلاً ولن يفيده في شيء، حيث أن الطالب الفاهم والمستوعب للدروس على الأرجح يرسب في الاختبارات.
الأمر بسيط جداً، على الطالب أن يحاول أن يحصل على أكبر عدد ممكن من البيانات سواءً فهمها أم لم يفهمها، ثم يفرغها تفريغاً في ورقة الامتحان. لو حاول فهم تلك البيانات لاستغرق ذلك فترة طويلة جداً.
حاولت أن أفهم دروسي من قبل، كنت ذكية ، لكن حمقاء.. وبالتأكيد نتيجتي كانت سيئةً جداً، لكنني والحمد لله اكتشفت بأن الغباء هو أفضل طريقة للنجاح، وبدأت صفحة جديدة تآخيت فيها مع الغباء.. أذكر أنني حاولت أن أكون ذكية من قبل لعدة مرات،
كنت من قبل لدي قناعة لا تتزعزع، وهي أنني لا أحفظ نصاً عن ظهر غيب لأكتبه في الاختبارات الكتابية، طبعاً كادت أن تحدث كارثة في درجاتي لكنني استدركت الأمر في آخر لحظة وقررت أن أكون غبية فحفظت نصاً عن ظهر غيب في مادة اللغة الانغليزية وكانت نتيجتي ممتازة
أيضاً حاولت أن أكون ذكيةً في الرياضيات ذات امتحان، أذكر أنني حاولت أن أفهم كل المسائل، فقضيت ساعات وأيام تمرنت فيها على تدريبات كثيرة، لكن كان الامتحان طامة وحصلت على نتيجة لا أحسد عليها.. وكنت مصدومة لأنني بذلت جهداً كبيراً لأفهم كل شيء. لحسن الحظ صديقاتي جزاهن الله خيراً أخبروني بأن الغباء هي الطريق الأسلم في الدراسة. في الامتحان التالي كل ما فعلته هو استخدام طريقة:
“إذا جاني سؤال فيه هاذي الكلمة ، نستخدم هذا القانون ، وناخذ هذا الرقم ، ونطلع الناتج ♥ “
لماذا وكيف ومالبرهان؟ لا يهم أبداً.. كل ما أعرفه هو أن نتيجتي كانت أفضل بكثير في الامتحان الثاني والحمد لله (:
باختصار، اختباراتنا ليس لها علاقة بفهم الطالب، ولا بمستوى ذكائه. لذلك أعزائي الطلاب خذوا نصيحتي هذه.. كن غبياً لتنجح