لا استسيغ التّصميم الحالي لقارورات عصائر المراعي لعدّة أسباب أهمّها حجم الغطاء البلاستيكي الكبير. كيف يخفى على شركة بحجم المراعي مدى خطورة تصنيع هذه الكمّيّة من البلاستيك للاستخدام اليومي! فقط لو فكّرنا في كمّية البلاستيك التي تستهلك يوميّاً بسبب هذا المنتوج لأصبنا بالذّهول، خاصةً أنّ عصائر المراعي تعتبر من الأكثر مبيعاً واستهلاكاً.
الغريب أنّه حسب ما تقول المراعي فإنّ نسبة المبيعات زادت بمقدار 30% عن مبيعات العام السّابق لإصدار التّصميم الأخير لعبوات العصير.. لا أعرف لماذا يسكت الجميع عن خطأ فادح مثل هذا!
وبما أنّ شركة المراعي هي الشّركة الرّائدة في مجالها _هنا في المشرق_ فقد قامت شركات العصائر الأخرى بتقليد تصميمها هذا تقليداً أعمى، وبالتّأكيد فإنّ حجم استهلاك شركات العصائر للبلاستيك زاد كثيراً بسبب هذا الغطاء البلاستيكي الكبير!
لنأخذ شركة “حمّود بوعلام” كمثال آخر لأوظح فكرتي أكثر
حمّود بوعلام هي الشّركة الجزائرية الأشهر في بيع المشروبات الغازية _القزوز_
ما يعجبني دائماً في “حمّود بوعلام” أن قاروراتها زجاجيّة، والزّجاج كما نعلم صحيّ أكثر من البلاستيك من عدة نواحي. أوّلها أنّ البلاستيك يطلق مواد ضارّة بعد عدد مرّات قليلة من الاستخدام. وهذا غالباً ما يشار إليه في العبوات البلاستيكية نفسها.
بينما الزّجاج يمكن استخدامه لفترات طويلة دون أن يفرز موادّ سامّة، لذلك فإن نظام شركة حمود بوعلام هو أنّ المشتري يعيد القارورة للشّركة بعد استخدامها، ويأخذ في المقابل قارورة جديدة ممتلئة… وهكذا!
ثمّ إنّ الزّجاج لا يضرّ البيئة كما يفعل البلاستيك، رغم أنّه يستغرق الفترة ذاتها تقريباً التي يستغرقها البلاستيك في التّحلّل
لكنّ الفروق بينهما كثيرة جداً، منها:
-أنّ البلاستيك _كما ذكرت سابقاً_ يؤثّر في المادّة الغذائيّة بعد عدد قليل من مرّات الاستخدام _حسب نوعية البلاستيك _
-أنّ البلاستيك أثناء تصنيعه يطلق مواداً ضارة جداً بالبيئة.
-بما أنّ مدّة تحلّل البلاستيك طويلة جداً، وبما أنّ أغلب أنواع البلاستيك يصعب إعادة تدويرها فإنّ الطّريقة المستخدمة للتّخلص منه عادةً هي حرقه، وهذه العمليّة خطرة جداً على البيئة.
والحديث عن خطورة البلاستيك ليست له نهاية
أتساءل هنا.. ألم يكن أجدر بشركة بحجم شركة المراعي أن تستخدم العبوات الصّديقة للبيئة أو القارورات الزّجاجيّة مثلا، بدلاً من هذا التّصميم البلاستيكي الكبير!