بعد أمتار من مكان التقاط هذه الصورة، ضاق الشارع أكثر، اقتربت المنازل أكثر، قل وصول أشعة الشمس إلى الأرض، وكأن كل شبر مستهلك في هذه البقعة. هناك تماماً اندلع شجار بين شابين في الشارع. ليس كشجار تراه في الحديقة العامة أو السوق، هذا شجار تم إخلاء الشارع المزدحم في ثوانٍ بسببه! الكل دخل إلى أقرب محل وأغلقت الأبواب، وكأن أهل المكان اعتادوا على التعامل مع حالات كهذه. أحدهما يصرخ بهستيرية حتى ظننت أن روحاً ستلقى حتفها. تبعت تعليمات من اعتادوا على المشهد، خبأت كمرتي، ودخلت المحل الأقرب، طمأنني من معي اعتقاداً أنني خائفة، بينما كنت أتأمل كمرفهة ساذجة لم ترَ البؤس في حياتها أبداً..
انتظرنا حتى ابتعد المجنون، وخرجنا نركض مبتعدين عن البؤس، لنعود إلى مواطن رفاهيتنا، وننسى…. أننا وُلِدنا هكذا، وهم ولدوا هكذا، بينما كان من الممكن أن أولد في ذلك الشارع.