بعد انتهاء الاختبارات النهائية، والسنة الدراسية التي لم أشعر بمرورها من شدة سرعتها وازدحام أيامي بالأشغال الدراسية عدت لممارسة نشاطاتي وإنجاز مالم أكن أستطيع إنجازه خلال السنة الدراسية. رغم أن إجازتي الصيفية ليست سوى عشرة أيام! فلقد سجلت مساقات صيفية في الجامعة، إلا أنني سأعد أيام الدراسة الصيفية أيضاً إجازة حفاظاً على حالتي النفسية من التدهور (:
بما أن هذه المرة هي الأولى من نوعها في تاريخي الدراسي، فأنا أشعر بأنها مغامرة فريدة وتحدي للحرارة ولشمس “قطر” الفتاكة، لذلك استبدلت نظاراتي الشمسية ذات العزل المتدرج، بنظارات معتمة تماماً، وجعلت أهم محتويات حقيبتي واقي الشمس.. وتأهبت جيداً لاستقبال حرارة الصيف المصاحبة لعطش رمضان (:
في الأيام العشر الإجازية المنصرمة، أول شيء فعلته هو نفض الغبار عن مكتبتي الصغيرة والتعرف على كتبي من جديد، وكالعادة وجدت أن مؤشر القراءة في معضم الكتب التي قرأتها موجود في صفحات الكتاب الأخيرة. أي أنني عندما أقرأ كتاباً ما، أتركه وأذهب إلى كتاب جديد عندما أصل إلى الصفحات الأخيرة، حتى أصبح عدم إكمال الكتب إلى النهاية سنّة مؤكدة عندي. لذلك قررت أن أقرأ نهايات كتبي (:
ابتداءً من كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين لأبي الحسن الندوي، والذي ولد في نفسي رغبةً شديدةً في قراءة الكتاب من جديد. هذا الكتاب أقترح قراءته على كل مهتم بالأديان، أوبالتاريخ السياسي والديني، والفكر وكل قارئ مبتدئ وغير مبتدئ. بل أكاد أوجب على كل فرد مسلم مثقف أن يقرأه، حيث أنه عصارة فكرية ملخصة ومليئة بالمفاتيح، لا أعرف كيف أصفه! فقط اقرأوا تقديم الأستاذ سيد قطب للكتاب
الكتاب الثاني الذي قرأت نهايته، هو كتاب بيكاسو وستاربكس لكاتبه ياسر حارب. هذا الكتاب مُلهِم بأفكاره الفريدة، وعقليته غير الاعتيادية، وبساطة لغته التي جعلته بالنسبة لي كتاب راحة واستجمام، وقاعات انتظار (: بالتأكيد لم أتفق مع جميع ماجاء في الكتاب، لأنه عبارة عن آراء وخواطر للكاتب، إلا أنني احترمت تميز أفكاره وعقليته كثيراً جداً. وهذا الكتاب أقترحه على محبي الكتب السهلة البسيطة، أتمنى فعلاً أن يؤثر هذا الكتاب في عقليات الشباب، والمجتمع.
الكتاب الثالث الذي انهيت قراءته هو الكتاب الرائع
Tuesdays with Morrie: An Old Man, a Young Man, and Life’s Greatest Lesson
الرواية هذه تحكي قصة أستاذ كبير في السن أصيب بمرض أخذ يقصر من عمره يوماً بعد يوم، وهو يعلم أن وفاته قريبة. فيحدث طالبه المقرب عن الحياة وأسرارها، وعن كيفية العيش بالطريقة الصحيحة لآخر نفس، وعن الحب وعن التضحية وعن الموت وعن الكثير من المواضيع الحياتيه بنظرة شخص ميت! والتي تغيب عن بال من لا يفكرون في آجالهم. الكتاب عبارة عن خلاصة حكم حياتية بشكل رواية، وأجمل شيئ في الرواية أنها حقيقية تحكي قصة كاتب الرواية نفسه “Mitch Albom” وهو الطالب الذي كان يتلقى حكم إستاذه قبل وفاته. أنا شخصياً لم تعجبني الرواية كـ”رواية” أو قصة، فتسلسل الأحداث والشخصيات أشعرتني بالملل، لكن الحكم والمعاني الرائعة التي يحملها الكتاب أعجبتني كثيراً، من العبارات الأروع في الكتاب:
“So many people walk around with a meaningless life. They seem half-asleep, even when they’re busy doing things they think are important. This is because they’re chasing the wrong things. The way you get meaning into your life is to devote yourself to loving others, devote yourself to your community around you, and devote yourself to creating something that gives you purpose and meaning.” (Tuesdays With Morrie p.43)
لم أسمع من قبل بشخص أمسك مجموعة كتب وقرأ نهايتها
لكن هذا ماحصل معي، صدقوني الفكرة ليست سيئة بل تستحق التجربة،
حيث أن نهايات الكتب غالباً تحمل خلاصة القول والخاتمة المنتظرة والحكمة المراد إيصالها (:
ختاماً، أتمنى لنفسي ولكل الدارسين في الصيف دراسةً صيفيةً موفقةً وممتعة .. سلام
♦♦♦