عندما دعى العفاسي بأن يصلح الله بين المصريين ويوحد صفوفهم، أراد عندها كثيرون بأن يوقعوه في مشاكل هو وهم أيضاً في غناً عنها. فطلبوا منه توظيح توجهه ورأيه فيما يحدث في مصر، وأن يقف إلى جانب أحد الطرفين. هذه النقطة بالذات لاأعتقد أنها من حقهم، لماذا يدفع الناس بالمشاهير بالتصريح عن آرائهم، ثم إذا لم توافق هواهم انقلبوا عليهم وشتموهم! كان له الحق في الاحتفاظ برأيه لنفسه لكي لا يثير قضايا إعلامية ليست لها نهاية، خاصة أن الموضوع بعيد عن مجاله، وليس من شأننا معرفته، لكنهم أصرّوا على أن يبدي رأيه، فكان يجدر بهم هنا أن يحترموا رأيه ما داموا قد أصّروا هم على سماعه، لكنهم للأسف قابلوا رأيه بالنقد والشتم. وكأن من واجبه أن يبدي رأيه الذي يجب أن يكون موافقا لرأيهم وإن لم يكن مقتنعا بذلك!
أولاً، العفاسي ليس عالم دين، ولا مفكراً ولا فيلسوفاً ولا سياسياً.. لا تنسوا أن العفاسي هو مقرئ ومنشد لا أكثر.. وهو ليس مجبر على إبداء رأيه في هذه القضية، ورأيه على كل حال ليس مهماً أبداً، فلا تعطوه أكبر من قدره فتظلموه.
ثانياً، إن اعتبرنا العفاسي نجماً إسلامياً عليه توظيح توجهه لمتابعيه وعدم الوقوف بحياديّة. فلماذا لا نتقبل رأيه مخطئاً كان أم مصيباً؟ لماذا لا نقبل الاختلاف ونرجم الطرف الآخر دائماً، علينا احترام الرأي الآخر مالم يمسّ الثوابت
ثالثاً، برر العفاسي دعاءه بالتوحيد بين المصريين بالآية “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما”. فاعتبر الناس الطائفتين هما “الإخوان” و “السيسي”. ومن بينهم الشيخ وجدي غنيم. رد وجدي غنيم على العفاسي
حيث افترض وجدي غنيم بأن العفاسي يقصد بالطائفتين في تغريدته الاخوان والسيسي، وبنى على افتراضه جميع كلامه، حيث أخذ يعدد الجرائم التي ارتكبها السيسي ليثبت بأنه لا يمكن أن يكون مؤمناً، وبالتالي فالآية لا تنطبق عليه، ولا يمكن الإصلاح بينه وبين الإخوان.
لكن أذا نظرنا بحيادية إلى التغريدة، من قال أن العفاسي يقصد السيسي بالطائفة المؤمنة؟ هو قال اللهم أصلح بين المصريين وليس بين الإخوان والسيسي، وكلامه صحيح لأن الخلاف حالياً بين الشعب المصري نفسه، بين مؤيد للانقلاب وبين معارض. لماذا إذاً نفترض بأن العفاسي يقصد السيسي بكلامه! ونفترض بأنه يقف مع الانقلاب!
ثم بغضّ النظر عن مدى صحة ما قاله العفاسي، أعتقد بأنه من الاجحاف دفعه لإبداء رأيه الخاص، ثم إقامة حرب ضده فقط لرأيه المخالف. والمضحك المبكي أن كثيرين لم يكتفوا بما قاله العفاسي بنفسه لصناعة فيلم شيّق يصلح للتسلية في مواقع التواصل، فكذبوا عليه وتقولوا عنه كلاماً لم يقله لتكبر القضية..
أكثر ما يغيضني هو اهتمامنا الشديد بالقيل والقال وكثرة الكلام الذي لا يؤثر في الأمة شيئاً ولن يغير من واقعنا مثقال ذرة. كتغريدة للعفاسي! لن تُحرر مصر، ولن تُسقطها. لكننا ننتظر دائماً أية زلة من المشاهير لنشن حارباً ضاريةً ضدّهم، فإذا ما انتهينا من حربنا تلك، وبردت القصة، انتظرنا هفوة أخرى لنسلي أنفسنا بها ونطعن في صاحبها! ومن أغرب ما رأيت في هذه القصة، تلك الحملة التي تدعو لحذف مقاطع العفاسي وأناشيده !! حتى صوته أصبح حراماً.!
عندما رأيت كثرة الأخبار عن #سقوط_العفاسي لأول مرة، اعتقدت بأنه حرف شيئاً في العقيدة أو ماشابه، لكنني للأسف وجدته عبر عن رأيه بصراحة، بدون تجريح أو إيذاء لأحد!