أعجبت كثيراً بالقائد محمد الفاتح ليس لأنه فتح القسطنطينية، ولكن لسبب آخر وهو المبدأ الجميل الذي استخدمه حين أراد العبور إلى ميناء القسطنطينة المحصن بسلاسل حديدية
حيث جمع مستشاريه وطلب منهم إعداد خطة ليست فقط ناجحة، ولكن مبتكرة لم يسبقهم إليها أحد في التاريخ تمكنه من اجتياز السلاسل الحديدة والوصول إلى سفن العدو وإحراقها
كان بإمكان محمد الفاتح أن يبحث عن طريقة ناجحة توصله إلى هدفه وحسب، خاصةً إذا أخذنا في اعتبارنا كونه في خضم المعركة وليس لديه وقت للإبداع والابتكار، لكنه الإحسان وحب التميز جعل منه ومن خطته حكايةً تاريخيةً
أولئك الذين ينجزون أعمالهم فقط لتُنجز، يدرسون فقط ليتخرجوا
أولئك الذين يمارسون الأنشطة ذاتها التي يمارسها الجميع فقط لأن الجميع يمارسها
و أولئك الذين يسلكون الطرق ذاتها التي يسلكها الجميع، يقولون القول الذي يقوله الجميع ويؤمنون بما يؤمن به الجميع
كلهم لا يستمتعون كثيراً بالنتائج، ولا يعرفون طعم التميز، ولا يقدرون ذواتهم، ولعلهم سيكتشفون يوماً ما بأنهم لم يكونوا أحياء
أولم يقل ذلك عالمنا ابن خلدون “اتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء، بل أن الأحياء أموات“
يميلون إلى التقليد في كل الأمور، والمشي خلف الجماعة وعدم التفكير في الطريق الأصوب، فيسلكون الطريق ذاتها التي سلكها الجميع منذ قرون
وبغض النظر عن مدى صحة الطريق التي يسلكها الجميع، لماذا لا يجرب الإنسان حلاوة شق طريقه بنفسه!
أحترم الذي يحترم عقله، ويؤمن بما يؤمن به هو لا الجماعة، يسلك طريقه الخاصة، يبتكر ويبدع في إنجازه، ويخلق رأيه الخاص وإن أخطأ
هل يوجد قانون في العالم يثيب المخطأ فقط لأنه حاول خلق طريق جديدة؟
نعم، إنه قانون الشريعة الإسلامية، فمن اجتهد وأخطأ له أجر ومن اجتهد وأصاب فله أجران
هذا تشجيع للاجتهاد والتميز، وإظهار آراء جديدة مختلفة عن تلك المعتادة
♥