حصيلة ثمانمائة ساعة

التحقت بالتوظيف الجزئي في الجامعة عندما كنت طالبة جديدة لدي ساعات فراغ طويلة، عملت في قسم الكتب الدراسية في مكتب الدعم والمساعدة لحل مشاكل الطلاب المتعلقة بكتبهم الدراسية، هناك عرفت الكثير عن نفسي وعن العمل..

طبيعة عملي تطلبت مني الكثير من الصبر، البذل، وطول البال في التعامل مع مشاكل أعداد كبيرة من الطلاب يومياً، بعضهم هادئ وقليل منهم قليل الصبر، غاضب بسبب خلل في كتابه أو عجلته، أو الزحام… وغيرها. كان علي التعامل بأريحية مع الجميع وتفادي ظهور أي شكل للإرهاق على وجهي.. أحببت فعل ذلك، وأحببت خروج الطلاب من المكتب راضين ومشاكلهم محلولة ..

ولإن القسم يتعامل مع أعداد كبيرة من الطلبة، فقد كونت شبكة علاقات واسعة مع الكثير من الأشخاص، بعضهم تطورت بنا العلاقة لنصبح أصدقاء مقربين

في العمل، تعلمت احترام “الدقيقة”، لأن الدقيقة في العمل تختلف تماماً عن الدقيقة في الدراسة، تأخري عن العمل لدقيقة واحدة يعني عدم استحقاقي لجزء “ولو كان يسيراً جداً” من الراتب الشهري..

تعلمت التعامل مع الموظفين والمشرفين، والتعامل في أوقات الذروة والزحام ..

اكتسبت شجاعة وحزماً احتجتها في التعامل مع الطلبة، حيث كان العمل في المكتبة أول تجربة لي في التعامل مع الطلاب

وتعلمت احترام تقسيم الأدوار في الأقسام، حين تتضارب الأوامر والآراء، عرفت جيداً من المسؤول عن ماذا. وكيفية تفادي تجاوزات الأدوار في العمل

وعندما أصبحت موظفة قديمة في القسم، تعلمت تدريب الطلبة الجدد على التوظيف، وعلمتهم كل الذي تعلمت.

لن أذكر مغامرات التسلل إلى غرف المكتبة القديمة ، والبحث بين رفوف الكتب عن عناوين شيقة..

سأكتفي هنا بذكر أنني في المكتبة شربت كابتشينو يومياً.. وعشت كثيراً مع الكتب ☕️

بعد غياب عامٍ كامل عن العمل في قسم الكتب الدراسية ، عدت الآن إلى القسم ، ودرّبتني على مستجدات العمل طالبة دربتها منذ عام! لم أنتبه لذلك إلا عندما قالت لي “عم بدرب مدربتي!”

أضف تعليق